top of page

كانت الإسكندرية حتى سبعينيات القرن الماضي هي مصيف المصريين الأول وخاصة عليه القوم منهم.. كانت جميلة.. نظيفة حالمة.. كانت مياه بحرها صافية بلون السماء أو الفيروز بدرجاته المختلفة.. ما أن تلوح في أرجائها نسمات الصيف حتى يهرع إليها المصيفون.. يصدح نهار شواطئ بالصخب الممزوج بضحكات المرح والسعادة والاستمتاع بمياه البحر يتلألأ ليلها بمصابيح الكازينوهات والمقاهي على امتداد شواطئها من أبى قير شرقاً وحتى رأس التين غربا.. كما تضوى شوارعها وأزقتها وحواريها بأنوار شرفاتها وحجراتها المضيئة إلى وقت متأخر من لياليها الصيفية الصادحة بأغنيات مذاييعها وأصوات تلفزيوناتها المضيئة هناك في شارع مسجد سلطان أحد الشوارع المطلة على شاطئ كليوباترا.. في آخر الشارع على يسار القادم من البحر وفى الدور السادس الذي انقسم الى سطح يسكنه حارس العقار وأسرته.. وشقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة صغيرة سكنتها أسره مكونة من أربعة أفراد أخوة رجلين وسيدة تتراوح أعمارهم بين العقد الثالث والرابع من العمر وشاب صغير كان غالبا فى المرحلة الثانوية.. لا أم ولا أب كانت الأسرة منغلقة على نفسها.. غامضة الى حد كبير.. كانوا حريصين على عدم الاختلاط بالجيران.. ولا أية مظاهر للاجتماعيات أو الابتسامات في حياتهم.. كان واضحا أن جميعهم غير متزوجين.. لا الرجلين ولا السيدة والتي كانت على الأرجح آنسة وكان اسمها غريبا بالنسبة لامرأة.. كان اسمها تحسين..

رحيل البحر - قصص - تيسير الحايس

SKU: 0009
C$10.00Price
  • To order the book:

    https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLScoiHr1aBVu9If0ZlvTm_ObiWS2_NYhWgyzMySxPc_vvTSMPg/viewform

bottom of page